ما الفرق بين غار حراء وغار ثور؟
مكة أرض الإسلام ومهبط الوحي، فيها نزل القرآن وبدأ الإسلام، ومنها انتشر لكل أصقاع الأرض، هي موطن لكثير من معالمنا الدينية الإسلامية بما فيها ذانك الغاران الشاهدان على بدء الرسالة المحمدية واستمرارها.. غارا حراء وثور. فما حصيلتك المعرفية عن كل منهما وما الفرق بين غار حراء وغار ثور؟
نستهل بغار حراء الواقع على جبل النور في مكة المكرمة في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الحرام على يسار الذاهب إلى عرفات. فهو ذاك الكهف الذي كان النبى ﷺ يتعبد فيه الليالي ذوات العدد من رمضان في الجبل، قبل هبوط الوحي عليه، والذي نزلت فيه الآيات الأولى من القرآن، وكان يسمى حراء في الجاهلية، ثم سمى جبل النور بعد الفتح الإسلامي.
والسبب فى تغير التسمية هو أن الروح الأمين جبريل -عليه السلام- نزل فيه على الصادق الأمين محمد ﷺ مخبرًا إياه أن الله -تعالى- قد اختاره واصطفاه خاتمًا للمرسلين ونبيًا للإنس والجن أجمعين. فانبثاق هذا النور منه هو السبب الذي من أجله عدل الناس عن إطلاق لفظة حراء إلى لفظة نور.
وزيارة غار حراء أو جبل النور فرصة لاستكشاف المكان الذي نزل فيه القرآن، وشعّ منه نور الإسلام إلى أصقاع الدنيا.
الأحداث المتعلقة بغار حراء
كعادته صلى الله عليه وسلم، كان يتردد على غار حراء قبل بعثته للعبادة والتفكر في خلق الله. وكان يجلس فيه شهرًا أو أزيد لعدة سنوات حتى إذا لم يبق على اصطفائه سوى الستة أشهر، أخذت تظهر عليه علامات لم تكن تظهر عليه من قبل. مثل:
- طول الإقامة في الغار.
- لم يكد يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح.
- لم يكن يمر على صخرة ولا شجرة إلا صلت عليه.
حتى جاءه الروح الأمين، وكان قد بلغ أشده، وبلغ الأربعين من عمره، وأنزل الله عليه الآيات الأولى من سورة العلق، وهي قوله سبحانه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق/ 1) كانت هذه الكلمات الأولى من الوحي الإلهي، ومنها بدأت الرسالة المحمدية.
قد يهمك معرفة: أفضل مزارات مكة المكرمة
أما عن غار ثور
في حال كنت تتساءل “أين يقع غار ثور؟” فهو الواقع على جبل ثور في الجهة الشمالية منه بجنوب مكة المكرمة. الغار الذي استودعته العناية مصير الرسالة الخاتمة، ومستقبل حضارة كاملة، وتركته في حراسة الصمت والوحشة والانقطاع.. ففيه مكث الرسولﷺ وصاحبه الصديق ثلاث ليالِ في رحلة الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة…
الأحداث المتعلقة بغار ثور
عند خروج الرفيقين مهاجرين إلى المدينة المنورة، وصل رسول الله ﷺ إلى غار ثور ومعه صاحبه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وكان مشركو قريش يستشيطون فزعًا وغضبًا لهجرة الرسول ﷺ وخروجه من مكة أشد الفزع، فطاردوه في كل مكان وقعدوا له كل مرصد، وتتبعوا آثاره وآثار صاحبه حتى انتهى بهم المطاف إلى مقربة من غار ثور. وقد ساورهم الشك في أن يكون النبي ﷺ وصاحبه قد لجآ إلى ذلك الغار، فأخذوا يتشاورون فيما بينهم ويتساءلون.
وأنصت الرسول ﷺ وصاحبه إلى أقدام المطاردين تخفق إلى جوارهم فأخذ الروع أبا بكر، وهمس يُحدّث رسول الله ﷺ: “لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا”، فقال صلوات الله وسلامه عليه بقلب يملؤه الإيمان بحماية الله : “يا أبا بكر! ما ظنّك باثنين الله ثالثهما” (حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم)
حتى كادت أقدامهم تطأ الغار إلا أنهم وجدوا عنكبوتًا قد نسجت شبكة على مدخل الغار، ووضعت حمامة عشها، مما جعل مشركي قريش يظنون أن الغار مهجور. فانصرفوا في طريقهم ولم يعثروا على النبي. وهكذا تتجلى عناية الله ورعايته للرسول ﷺ في كل خطوة من خطواته.
وفي ذلك يقول عز وجل: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة/ 40)
فكان من صنع الله -تعالى- لنبيه أن تعمى عنه عيون عداته وهو منهم على مد الطرف! ليس لمحاباة قوم فرطوا في استكمال أسباب النجاة (والحديث عن قريش)، بل مكافأة لقوم مؤمنين لم يدعوا وسيلة من وسائل الحذر إلا واتخذوها متكلين على الإله الواحد.
ولنقُصَّ عليك المزيد من أحداث الغارين وما يبرز الفرق بين غار حراء وغار ثور قم بحجز مسار حراء الذي يطوف بك في مكة المكرمة ومعالمها، بما فيها الغاران.. حمل تطبيقنا للهاتف المحمول واحجز مسارك لتشاركنا الرحلة.
قد يهمك معرفة: قصة الحجر الأسود في الكعبة
المراجع
موقع الإسلام سؤال وجواب، الرابط
المكتبة الشاملة – كتاب فقه السيرة للغزالي، الرابط
المكتبة الشاملة – كتاب دروس الهجرة لعطية سالم، الرابط
المكتبة الشاملة – كتاب القول المبين في سيرة سيد المرسلين لمحمد النجار، الرابط
المكتبة الشاملة – كتاب موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، الرابط